Search
Close this search box.

الطاقات المتجددة في عالم الاستثمار – (المنطقة العربية)

الاستثمارات في الطاقة المتجددة في المنطقة العربية

يمكن للاستثمار الأخضر في الطاقات المتجددة أن يساعد في الاستغناء عن الوقود الأحفوري على المستوى العالمي، لدرجة أن مسألة الاستثمار في الطاقة النظيفة أصبحت الشغل الشاغل للبلدان النامية والمتقدّمة على حد سواء. وبدأت هذه البلدان تركّز في سياساتها على هذه المسألة.

نناقش في هذا المقال انعكاسات الاستثمار في الطاقات المستدامة، ودور الاستثمار الأجنبي فيها،مع الإضاءة على أهم الشركات العالمية في مجال الطاقات المتجدّدة والشركات الناشئة في المنطقة العربية.

الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة

من المتوقع أن يشهد العالم العربي استثمارات في مجال الطاقات المتجددة تصل قيمة 700 مليار دولار أمريكي بين عامي 2020 و 2050 بهدف توليد أكثر من 70 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، وتسعى إلى إضافة حوالي 26 جيجاوات كمرافق وتوزيع للطاقة الشمسية الكهروضوئية  بحلول عام 2026

في السياق ذاته، أُطلقت مبادرة الطاقات النظيفة من  جامعة الدول العربية 2013 بهدف رفع القدرة الإنتاجية للمنطقة العربية من الطاقات المستدامة إلى 80 جيجا وات بحلول عام 2030، ما يعني تنفيذ عدد كبير من مشروعات الاستثمار في هذه المجال والتي يتصدرها بناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المرتبة الأولى.

اقرأ أيضاُ آفاق الاستثمار في الطاقة الجوفية في الأردن والمنطقة العربية 2022

أثر استثمار الطاقات المتجدّدة على النمو الاقتصاديّ

تتعدّد انعكاسات توجّه الاستثمار في الطاقات البديلة لتشمل زيادة كبيرة في فرص العمل، والمساهمة في دعم ميزانيات الدول، وتشجيع التطور التكنولوجي الذي يؤثر بدوره في انخفاض أسعار مصادر الطاقة النظيفة، إضافة إلى الحد من الآثار السلبية للأنشطة الاقتصادية التي تخلف درجة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة. كما وتعزّز الطاقات المتجددة النمو في القطاعات الخدمية، وقطاع الصناعات التحويلية.

يعتمد الاستثمار في هذا التوجه الجديد ولا سيما في المنطقة العربية؛ بسبب ضعف قدراتها على تأمين تضافر الجهود المحلية والأجنبية، مع امتلاك الأخيرة حصة الأسد في الجانب الاستثماريّ، بسبب تقدمها التكنولوجي والمعرفي في هذا الشأن.

من ناحية أخرى، تؤثر هذه الاستثمارات بشكل إيجابي على استهلاك الطاقة، سواء كانت متجدّدة أم غير متجدّدة. ولكن في الحقيقة، يبقى النمو الاقتصادي الناتج عن الاستثمار في الطاقات المتجددة يحتاج إلى الوقت لتظهر نتائجه بشكل ملموس، إلى جانب الكلفة الأولية المرتفعة بشأنه وإن كانت هذه النتائج أفضل على المدى الطويل، مقارنة بالاستثمار في الطاقات غير المتجدّدة.

مع مرور الوقت، يفرض تفاقم المشكلات على أصعدة مختلفة التفكير في حلول جديدة، وفي منطقتنا العربية قد تكون المشكلات أكبر وأكثر تعقيداً مع كونها مستقبلاً للاستثمارات الأجنبية، ما يعني انعكاسات سلبية أكبر على البيئة والاقتصاد وغيرها.

يلعب انتقال الطاقة دوراً حيوياً في سد الطلب المتزايد على الطاقات في المنطقة العربية والعالم، وبسبب التقدم الأكبر للدول المتقدمة تكنولوجياً وعلمياً، يشكل الاستثمار الأجنبي المحرّك الأساسي للنمو الأخضر على المستوى العالميّ، مع ضرورة بذل الدول النامية جهوداً مضاعفة لتحقيق النمو الأخضر والاعتماد على إمكاناتها بالدرجة الأولى، ويمثّل الاستثمار الأجنبي أحد المصادر الرئيسة للنمو الاقتصادي في البلدان النامية.

أثر الاستثمار على المستوى البيئي

أثر الاستثمار على المستوى البيئي

تشكل الطاقة المتجدّدة الخيار الأمثل للبيئة على اعتبار أنها لا تنتج غازات الاحتباس الحراري في أثناء إنتاج الطاقة؛ غازات الاحتباس الحراري أو المعروفة بغازات الدفيئة هي غازات تصبح محاصرة في الغلاف الجوي، ثم تحبس الحرارة، وتسبّب الاحتباس الحراري.

بالنظر إلى دورة حياة مشاريع الطاقة الخضراء بدءاً من شراء المواد الخام إلى التصنيع حتى إنتاج الطاقة، نجد أنّ كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تقترب من الصفر، ومع الانتقادات الشديدة للحكومات المتمثلة في عدم جديتها بشأن معالجة المشكلات البيئية، يبرز الاستثمار في الطاقات المتجدّدة كوسيلة فعّالة لمعالجة المشكلات البيئية. لكن عدم وجود تنسيق بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقات النظيفة يعرّض أمن إمدادات الطاقة للخطر، إذ إن وجود هذا التنسيق من شأنه أن يحمي إمدادات الطاقة بشكل أفضل.

أثر الاستثمارات على المكاسب المالية

قد يكون الاستثمار في الطاقات النظيفة مفيداً، واستمر الاستثمار في الطاقة المتجدّدة في تحقيق عوائد أعلى، بالإضافة إلى كونه أقل تقلباً من  الوقود الأحفوريّ.

مخزونات الطاقة الخضراء أمامها مجال كبير للتوسع، مع التنوع الكبير في مصادرها، إذ تستثمر العديد من الحكومات والشركات في مجال الطاقة المتجدّدة، بالتزامن مع التحول العالمي نحو مصادر طاقة جديدة، ومن أجل هذا الغرض تستثمر الدول مبالغ مالية ضخمة في البنية التحتية لتوليد الطاقة النظيفة مقابل محطات توليد الطاقة من الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضاً دور ألمانيا في دعم الطاقات المتجددة في المنطقة العربية -2022

أهم الشركات العالمية التي تستثمر في الطاقات المتجددة

وفقاً لبيانات من Allied Market Research. بلغت قيمة سوق الطاقة المتجدّدة العالمية 881.7 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى ما يقرب من 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، ويذكر أيضاً أن جميع مصادر الطاقة المتجدّدة مجتمعة توفر حالياً 7٪ من الطلب العالمي على الطاقة.

أهم الشركات العالمية التي تستثمر في الطاقات المتجدّدة:

1- Brookfield Renewable 

تعتمد شركة Brookfield Renewable على توليد الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية، وتستثمر أيضاً في التقنيات المستقبلية الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر.

2- شركة First Solar

تعد First Solar واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الألواح الشمسية في جميع أنحاء العالم، لذلك فنمو هذه الشركة متوقع مع زيادة الطلب على الألواح الشمسية. تصنع الشركة الألواح الشمسية ذات الأغشية الرقيقة. 

3- شركة STEM

Stem هي شركة رائدة عالمياً في مجال تخزين الطاقة الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي تحتاج إليه الحكومات والشركات، فما عليهم سوى استخدام أنظمة تخزين الطاقة الفعالة عند التفكير في الاستثمار في عالم الطاقات المتجدّدة.

4- شركة PLUG

توفر Plug Power تقنية طاقة بديلة، وهي تعتمد على نظام بيئي أخضر شامل للهيدروجين، يشتمل  الإنتاج على التخزين عن طريق استخدام  المحللات الكهربائية من أجل إنتاج الهيدروجين أخضر خالياً من الكربون. ثم نقله من مصانعها إلى شركاء في جميع أنحاء العالم مع مقطورات مبرّدة ووحدات تخزين متنقلة، وتجدر الإشارة أن شركة Plug Power أطلقت أول محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر البحري العائم.

5- NextEra Energy

تعدّ واحدة من أكبر منتجي طاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم، إلى جانب أنها كانت رائدة في استثمار الموارد في الطاقة المتجدّدة وتخزينها. 

أهم الشركات الناشئة في المنطقة العربية

1- شركة Energy 24.. حلول تخزين الطاقة

تأسّست الشركة عام 2011 تحت شعار تأمين الطاقة على مدار اليوم، ونجحت في إطلاق وحدة تخزين للطاقة توفّر الكهرباء للمنازل في فترة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، دون الحاجة إلى اعتماد المولّدات التقليدية.

2- شركة كرم سولار 

تأسّست شركة كرم سولار في عام 2011 برأسمال مصري يقدر ب 250 ألف جنيه مصري، بهدف التوصل إلى حلول لمشكلات الأراضي الزراعية في المنطقة الصحراوية والمتمثلة بصورة رئيسة في قلة المياه، وتركّز عملها في تنفيذ مشاريع لتضخ المياه من الآبار عبر الطاقة الشمسية، ونجحت في تطوير تقنيات متطورة بإمكانيات محلية بالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط، بعيداً عن الوقود الأحفوري بصورة كاملة.

كانت أول شركة طاقة شمسية مرخّصة من وزارة الكهرباء في مجال توليد الكهرباء وبيعه. وفي عام 2021 صُنفت ضمن أفضل 100 شركة عربية ناشئة في القائمة الصادرة على هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عُقد في الأردن. 

3- شركة بيوديزيل…وقود حيوي نظيف من زيت الطعام المستعمل   

 جاءت فكرة الشركة المصرية من التقنية التي تتبعها العديد من الشركات البريطانية من حيث إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه في مجالات مختلفة، كواحدة من محاولات استخدام الطاقة النظيفة وغير المكلفة بدل الوقود الأحفوري. تصنع الشركة وقودها النظيف من زيوت نباتية ومخلفات الدهون الحيوانية وحتى من زيوت الطبخ في المطاعم؛ ثم تحولّها إلى وقود تشغيل لمختلف أنواع المحركات. يمتاز وقود البيوديزل بأنه شديد الأمان في النقل والاستهلاك، مقارنة بالوقود العضوي بنسبة تلوث كربون بيئي منخفضة جداً، إلى جانب أنه يزيد من عمـر الآلات التي تعمل به. 

4- شركة صافون

تأسست شركة صافون إنرجي Saphon Energy التونسية في عام 2012، بهدف توليد الطاقة النظيفة من طاقة الرياح. إذ نجحت الشركة في تطوير تقنية تحوّل 80%من طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية، باستخدام محوّل أنتجته أطلقت عليه تسمية صافون.  يمتاز هذا المحوّل بأنه يعمل دون شفـرات، وبكفاءة أكبر بمعدل أمان أعلى من المحولات التقليدية التي تحوّل الرياح إلى طاقة، والأهم أنه أقل كلفة وأقل ضرراً بالبيئة، ويعد خياراً مثالياً في استخدامه في مجال توليد الطاقة الكهربائية بالتوازي مع شبكة الطاقة الكهربائية المركزية.

 محوّل صافون يعمل دون شفـرات، وبكفاءة أكبر بمعدل أمان أعلى من المحولات التقليدية التي تحوّل الرياح إلى طاقة

ختاماً، حظيت الطاقات المتجددة باهتمام كبير، وبدأ النظر إليها والاستثمار فيها كاستراتيجية فعّالةً من أجل تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية على اعتبار أنها  صديقة للبيئة، وتمتاز بتنوع مصادرها واستدامتها. ولا يخفى أن الطاقة المتجدّدة طريق المستقبل، ولكن هل منطقتنا مستعدة الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجدّدة على النحو الأمثل الذي يحقق الأهداف المنشودة مع نمو سكان العالم؟ ومع انخفاض كمية المصادر التقليدية من الوقود الأحفوري. شاركنا رأيك في التعليقات.

MENA Power Projects 2022 focus on renewable energy that will dominate the $250 bn power projects landscape in the Middle East

This website uses cookies and asks your personal data to enhance your browsing experience. We are committed to protecting your privacy and ensuring your data is handled in compliance with the General Data Protection Regulation (GDPR).