نستعرض في هذا المقال أشهر أنواع الطاقات غير المتجددة، وأكثرها استخداماً في المنطقة العربية والعالم، مع تحديد إيجابياتها وسلبياتها التي تدفعنا لاستبدالها بمصادر الطاقة النظيفة من أجل بناء مستقبل أخضر.
ما هي الطاقة غير المتجددة؟
نقصد بالطاقة غير المتجدّدة أي شكل من الأشكال الطاقة التي تتولّد من مصادر قابلة للنفاد دون أي إمكانية للتجدّد، والوقود الأحفوريّ هو الشكل الأبرز والأكثر شيوعاً منها.
غالباً ما تتولّد عن الطاقات غير المتجددة مخلفات مضرّة للبيئة، كما تستهلك قسماً كبيراً من الميزان التجاريّ للدول غير المنتجة لها، ما يضعها دائماً في أزمات طاقيّة متكرّرة، أو يضغط عليها اقتصادياً.
إيجابيات وسلبيات مصادر الطاقة غير المتجددة ؟
شكّلت الطاقات غير المتجددة المصدر الأساسيّ لإنتاج الطاقة على مدى سنوات طويلة، خاصةَ الطاقة الأحفورية والنووية، لكن للأسف أدّى الاعتماد عليها إلى أضرار كثيرة، فضلاً عن الانعكاسات السلبية على البيئة والمناخ التي بدأت الدول تلمس آثارها في العقود الأخيرة، كظاهرة الاحتباس الحراريّ والتغير المناخيّ.
مزايا الطاقة غير المتجددة
- قليلة التكلفة.
- سهلة النقل.
- قابلة للتخزين بطرق سهلة وغير معقّدة.
- متوفّرة بسبب الاستثمار في الوقود الأحفوري، وتكريس الكثير من الوقت والجهد والمال على مدى وقت طويل.
- الكفاءة العالية من حيث قدرتها على توليد كميات من الطاقة بحسب الحاجة والطلب.
- إمكانية بناء محطات الطاقة غير المتجدّدة للوقود الأحفوريّ في أي مكان تتوفّر فيه مصادره.
مساوئ الطاقة غير المتجددة
- غير قابلة للاسترجاع وإعادة الاستخدام.
- قد تسبّب كوارث بيئية ناتجة عن نقل الوقود الأحفوري غير الآمن وأنشطة التعدين والتنقيب، أو تسريب خطوط الأنابيب والانهيارات النووية.
- الحاجة إلى كميات هائلة من احتياطيات الوقود، لاستمرار عمل محطات الطاقة.
- مشاكل صحيّة بسبب التلوث الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري أو التلوّث الإشعاعيّ مثل كارثة تشرنوبل.
مصادر الطاقة غير المتجددة
تتمثّل المصادر الأساسية للطاقة غير المتجدّدة في الأشكال التالية:
1- الوقود الأحفوري
شكًل حرق الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز) المصدر الرئيس لتوليد معظم الطاقة المطلوبة على مدى وقت طويل، فهو يلبّي حالياً حوالي 80 % من احتياجاتنا الطاقية، ويتكوّن من بقايا النباتات والحيوانات المتحجّرة والمدفونة التي عاشت منذ ملايين السنين؛ لذلك يحتوي على نسبة عالية من الكربون، ويسبّب القسم الأكبر من الأضرار المناخيّة والبيئيّة، كما أنّ له أشكالاً عدة تندرج تحته، وهي:
الفحم الحجريّ
يعد الفحم الحجريّ أغنى مصادر الوقود الأحفوري بالكربون، ما يجعله من أكثر مصادر الطاقة غير المتجددة ضرراً؛ إذ يفوق الفحم الغاز الطبيعي بالانبعاث الكربوني بحوالي 70%.
ومع ظهور الغاز كبديل أكثر اقتصادية، وبروز الاستثمار في مصادر الطاقة المتجدّدة مثل: طاقة الشمس والرياح، قلّت أهمية الفحم ومكانته من الناحية الاقتصادية، على الرغم من أنّ الحرب الأوكرانية أدّت إلى زيادة استهلاك الفحم لتوليد الطاقة على مستوى العالم، ولكن لفترة مؤقّتة.
اقرأ أيضاً تأثير الحرب الأوكرانية على التحوُّل الطاقي في أوروبا
النفط (البترول)
وقود أحفوريّ سائل يتكوّن من الهيدروجين ومركبات الكربون، يحتاج إلى تكرير من أجل تحويله إلى منتجات قابلة للاستخدام مثل: البنزين والديزل وغيرها.
الغاز الطبيعي
يعدّ الغاز الطبيعي أنظف أشكال الوقود الأحفوري، إذ يتكون من 90٪ من الميثان إضافة إلى غازات أخرى مثل البروبان والبيوتان.
سلبيات الوقود الأحفوري
1- الضرر البيئي على الأراضي الزراعية
تحتاج البنية التحتية إلى محطات الوقود الأحفوري مثل: الآبار وخطوط الأنابيب وطرق الوصول، فضلاً عن تخزين النفايات، والتخلص من النفايات إلى مساحات شاسعة من الأراضي، وقد انعكس ذلك سلباً على مواطن الحياة البرية.
2- تلوّث المياه
نتيجة عمليات تعدين الفحم، وانسكاب النفط وتسربه في أثناء عمليات التنقيب، تلوّثت مصادر مياه الشرب، وتعرّضت البيئة المائية بأكملها للخطر. في الوقت نفسه، تولّد جميع عمليات الحفر والتكسير والتعدين كميات هائلة من مياه الصرف الصحيّ المحملة بالمعادن الثقيلة والمواد المشعة والملوّثات الأخرى.
3- الانبعاثات والاحتباس الحراريّ
ينتج عن عمليات احتراق الوقود الأحفوري عدد كبير من الغازات والملوّثات السامّة التي أدّت إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراريّ.
2- الطاقة النووية
تولّد المحطّات النووية الكهرباء باستخدام اليورانيوم ونظرائه، ما يجعلها مصدراً غير متجدّد للطاقة، كما تُستخدم الطاقة النووية في أكثر من 30 بلداً حول العالم، وتوفّر حوالي 6٪ من الطاقة في العالم، و 13-14٪ من حاجة العالم للكهرباء. على الرغم من إنتاجها نفايات إشعاعية ضارة، إلا أنها تعدّ كما العاز الطبيعي طاقة نظيفة – إلى حد ما – كونها لا تتسبّب في تلوّث الهواء وإنتاج غازات الدفيئة،
3- طاقة الكتلة الحيويّة
على خلاف ما هو معروف للجميع، قد تصنّف الطاقة الحيويّة كمصدر غير متجدّد للطاقة! ويعود السبب إلى أنّ الطاقة الحيوية تستخدِم الطاقة الموجودة في مكوّنات الكتلة الحيويّة لنقل النباتات، كالذرة أو فول الصويا أو الخشب، وفي حال عدم وجود توازن بين إعادة زراعة هذه المنتجات أو العنصر النباتي عموماً ومعدل استهلاكه، تتحوّل الطاقة الحيويّة من مصدر متجدّد للطاقة إلى مصدر طاقة غير متجدد.
بناء مستقبل الطاقة النظيفة
لم يعد الخيار في توليد الطاقة محكوماً بالوقود الأحفوري بعد الاهتمام الكبير والمشروعات الضخمة في مجال الطاقات المتجددة حول العالم. إذ تسعى الدول إلى تحقيق اكتفائها من الطاقة عبر المصادر المتجددة والنظيفة، مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية على أمل أن تصبح المصدر الأساسي للطاقة بدل الوقود الأحفوري.
ختاماً، هل تجد أنً الوقود الأحفوري والطاقات غير المتجددة ستستمر في المحافظة على أهميتها أم أنها ستتراجع مع التقدّم الذي يتحقق في مجال الطاقات النظيفة؟
